الجرب هو عدوى جلدية معدية تسببها الحشرة القارمة الجربية البشرية (Sarcoptes scabiei var. hominis). تؤدي هذه العدوى إلى حكة شديدة وآفات جلدية نتيجة اختراق العث للطبقة الخارجية من الجلد.

علم الأوبئة

يُعد الجرب مرضًا واسع الانتشار، ويؤثر على جميع الفئات العمرية والعرقية والاجتماعية. هناك عدة عوامل تسهم في انتشاره، منها:

  • أماكن العيش المزدحمة
  • التشخيص المتأخر وعدم تلقي العلاج في الوقت المناسب
  • قلة الوعي حول المرض
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية

تحدث العدوى عن طريق الملامسة المباشرة، و يمكن أيضا أن تنتقل بشكل غير مباشر عبر الأدوات الملوثة مثل الملابس والمفروشات.

كما يوجد نوع شديد من الجرب يُعرف بـ الجرب المتقشر (الجرب النرويجي)، يصيب عادة الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، وهو أكثر عدوى وانتشارًا في الجسم.

آلية المرض

تختلف فترة الحضانة للمرض حسب الحالة:

  • الإصابة الأولى: تظهر الأعراض في غضون ٢ إلى ٦ أسابيع.
  • تكرار الإصابة: تظهر الأعراض بشكل أسرع، خلال ٢٤ إلى ٤٨ ساعة.

يمكن لحشرة الجرب أن تبقى حية خارج جسم الإنسان لمدة تصل إلى ٣ أيام، بينما في حالات الجرب المتقشر، قد تعيش حتى ٧ أيام على الأسطح الملوثة.

الأعراض السريرية

الحكة

  • شديدة، وتزداد سوءًا أثناء الليل أو عند الاستحمام بالماء الساخن.
  • قد تكون العَرَض الأولي قبل ظهور الآفات الجلدية.

توزيع الآفات ومظهرها

  • تظهر على شكل حطاطات صغيرة حمراء اللون، وقد تكون مصحوبة بخدوش.
  • يمكن أن تظهر عقيدات أو حويصلات جلدية في بعض الحالات.
  • تظهر بشكل متماثل في المناطق ما بين الأصابع، المعصمين، الإبطين، الخصر، الكاحلين، القدمين، والأرداف.
  • غالبا يستثنى الوجه وفروة الرأس من الإصابة بالجرب، بينما يصاب بها في حالات الرضّع وكبار السن ومرضى نقص المناعة وحالات الجرب المتقشر.
  • الأنفاق الجلدية (الحفر الجربية) تُعد علامة مميزة للمرض، وهي مسارات تحفرها أنثى العث أثناء وضع البيض، وتبدو كخطوط رمادية إلى بيضاء اللون، رفيعة، يتراوح طولها بين ١ إلى ١٠ ملم.
  • في الجرب المتقشر، يكون هناك انتشار واسع للآفات مع تقشر وسماكة شديدة في الجلد.

التشخيص

يعتمد التشخيص على الفحص السريري من خلال أخذ التاريخ المرضي والفحص البدني، ويمكن تأكيده باستخدام طرق تشخيصية، منها:

  • منظار الجلد (Dermoscopy) لرؤية العث أو البيض.
  • كشط الجلد وفحصه تحت المجهر.

العلاج

العلاج الأولي: البيرميثرين الموضعي ٥٪

  • يتم وضعه من الرأس إلى القدمين في الرضّع وكبار السن.
  • في الفئات العمرية الأخرى، يتم استثناء الوجه وفروة الرأس.
  • يُترك على الجلد لمدة 8 إلى 12 ساعة ليلا، ويتم تكرار التطبيق في اليوم الأول والثامن.

الإجراءات المصاحبة والوقائية

  • يجب غسل الملابس، وأغطية السرير، والمناشف بالماء الساخن وتجفيفها على حرارة عالية، أو وضعها في أكياس محكمة الإغلاق لمدة ٧ إلى ١٠ أيام.
  • يجب أن يخضع جميع الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالمريض للعلاج، حتى في غياب الأعراض.

ما بعد العلاج

بعد إكمال العلاج، قد تستمر الحكة والآفات الجلدية لمدة ٢ إلى ٤ أسابيع، وتُعرف هذه الحالة باسم الحكة ما بعد الجرب (Post-scabetic pruritus).

المقالة من إعداد:

ليان الشهري، طبيبة امتياز

تمت المراجعة من قبل:

نايف الشهري، طبيب امتياز

المصدر:

Bolognia 5th Edition 

DermNet