حكة العقُد الجلدية
ما هي حكة العقُد الجلدية؟
حكة العقُد الجلدية، أو ما يُعرف بـ Nodular Prurigo، هي حالة جلدية مزمنة تتسم بظهور عقيدات صلبة ومثيرة للحكة بشكل شديد. تنتج هذه العقيدات عن حك الجلد المستمر والمتكرر، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة بسبب دورة “الحكة والحك”.
تظهر العقيدات غالبًا بشكل متماثل على الذراعين، الساقين، الظهر، والجذع. تعد هذه الحالة من أشد أشكال الحكة الجلدية المزمنة، مما يجعل علاجها صعبًا في بعض الأحيان.
مدى انتشار المرض:
يمكن أن تؤثر حكة العقُد الجلدية على جميع الفئات العمرية، لكنها أكثر شيوعًا بين البالغين، وخاصة النساء. وترتبط هذه الحالة بعدة عوامل وأمراض، منها:
– الأمراض التحسسية: مثل الربو، وحمى القش، والتهاب الجلد التأتبي.
–الأمراض المزمنة:
- السكري.
- أمراض الكلى المزمنة.
- أمراض الكبد.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
– الأدوية: مثل أدوية الملاريا، الأفيونات، وبعض أدوية السرطان المستهدفة.
الأسباب:
الأسباب الدقيقة لحكة العقُد الجلدية غير معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها ناتجة عن عدة عوامل:
- خلل عصبي: تظهر الدراسات زيادة في الأعصاب داخل الأدمة مع نقصها في البشرة، مما يسبب حكة شديدة. كما لوحظ زيادة في الخلايا العصبية والمواد الالتهابية مثل الخلايا البدينة والنيتروفيلات، التي تؤدي إلى زيادة الالتهاب.
- مشاكل جلدية وجهازية: قد تنشأ الحكة نتيجة لدغات الحشرات، أو التهابات جلدية، أو أمراض جهازية مثل الفشل الكبدي أو الكلوي.
- عوامل نفسية: مثل التوتر والضغط النفسي، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحكة والحالة الجلدية.
- عوامل أخرى: مثل التهاب الأعصاب في الرقبة (الحكة العضدية الشعاعية) أو الحك المفرط الذي يسبب سماكة الجلد والتهابه.
الأعراض السريرية:
تظهر حكة العقُد الجلدية على شكل عقيدات صلبة وحاكة بشدة ، يمكن أن تكون مصحوبة ببعض التغيرات الجلدية الأخرى:
تبدأ كبثور صغيرة حمراء أو وردية قطرها بين 3-8 ملم، تتطور لتصبح عقيدات كبيرة، قد يصل قطرها إلى 3 سم. سطح العقيدات قد يصبح خشناً أو متقرحاً بسبب الحك. العقيدات القديمة تصبح داكنة ومحاطة بجلد جاف. عادةً تظهر على المناطق سهلة الوصول مثل الذراعين والساقين والجذع.
التشخيص:
يتم تشخيص حكة العقُد الجلدية عادةً من خلال الفحص السريري. في بعض الحالات، قد يتم إجراء اختبارات إضافية مثل:
- خزعة الجلد: لتأكيد التشخيص، حيث تظهر زيادة في الألياف العصبية وتغيرات التهابية.
- اختبارات الدم: لتحديد أي أمراض جهازية مثل السكري أو أمراض الكلى.
- اختبار الحساسية: للكشف عن أي مسببات حساسية محتملة.
- الفلورسين المناعي: نادرًا ما يكون إيجابيًا، ولكنه يساعد في استبعاد حالات مثل الفقاع الشبيه بالعقُد.
العلاج:
لا يوجد علاج نهائي لحكة العقُد الجلدية، ولكن يمكن تقليل الأعراض ومنع تفاقم الحالة من خلال اتباع خطة علاج شاملة:
- العلاجات الموضعية:
استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية القوية لتقليل الالتهاب، كريمات الترطيب لتحسين رطوبة الجلد وتقليل الجفاف وكريم الكابسيسين لتخفيف الحكة عن طريق تقليل حساسية الأعصاب.
- العلاجات الجهازية:
- مضادات الهيستامين لتقليل الحكة والمساعدة على النوم، أدوية الرتينويد التي تؤخذ عن طريق الفم (مثل أسيترتين) لتحسين حالة الجلد، استخدام أدوية مثل ألوبورينول في الحالات المقاومة للعلاج.
- العلاج بالضوء:
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UVB) لتخفيف الحكة وتحسين العقيدات، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة.
المقالة من اعداد:
رنيم الاحمدي، طبيبة امتياز.
المراجعة من قبل:
نايف الشهري، طبيب امتياز.
المصادر:
Bologina 5th edition
Dermnet