الوحمة الميلانينية الخلقية
ما هي الوحمة الميلانينية الخلقية؟
الوحمة الميلانينية الخلقية هي تصبغ جلدي شائع يظهر عند حديثي الولادة، ويكون لونه أزرق أو رمادي مزرق. تظهر هذه البقع عادةً في أسفل الظهر أو الأرداف، ولكنها قد تظهر أيضًا على مناطق أخرى من الجسم مثل الظهر أو الأطراف. هذه التصبغات غير مؤذية ولا تسبب أي مشاكل صحية، وتعتبر جزءًا طبيعيًا من لون الجلد عند بعض الأطفال.
لماذا تظهر الوحمة الميلانينية الخلقية؟
في الجلد الطبيعي، تتواجد الخلايا الصبغية (الميلانينية) في الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة)، وهي المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه. أثناء تطور الجنين، تبدأ هذه الخلايا في التكوّن في طبقة أعمق من الجلد (الأدمة) ثم تتحرك إلى البشرة قبل الولادة. في بعض الأطفال، لا تنتقل بعض هذه الخلايا بالكامل إلى البشرة، مما يؤدي إلى بقاء بعض الميلانين في الأدمة، مما يجعل الجلد يبدو أزرق أو رمادي اللون.
هذا اللون لا يعني وجود مشكلة، ولكنه ببساطة ناتج عن طريقة انعكاس الضوء داخل الجلد، حيث تمتص الخلايا الصبغية الألوان ذات الموجات الطويلة (مثل الأحمر والبرتقالي)، بينما تعكس الألوان ذات الموجات القصيرة (مثل الأزرق والبنفسجي)، مما يجعل البقعة تبدو زرقاء.
من الأكثر عرضة للإصابة بالوحمة الميلانينية الخلقية؟
تظهر الوحمة الميلانينية الخلقية عند الكثير من حديثي الولادة، لكن نسبتها تختلف حسب العرق. فهي شائعة جدًا بين الأطفال من أصول:
- الآسيوية مثل اليابان، الصين، وكوريا
- جمهورية منغوليا
- سكان أمريكا اللاتينية والسكان الأصليين في أمريكا الجنوبية
وفي المقابل، فإنها أقل شيوعًا بين الأطفال من أصول أوروبية، حيث تظهر فقط عند نسبة صغيرة جدًا منهم.
كيف تبدو الوحمة الميلانينية الخلقية؟
- لونها يكون أزرق، رمادي، أو أزرق مائل للخضرة.
- تأخذ أشكالًا مختلفة، فقد تكون دائرية، بيضاوية، أو غير منتظمة الشكل.
- حجمها يختلف من طفل لآخر، فقد تكون صغيرة (بضعة سنتيمترات) أو كبيرة تصل إلى أكثر من 20 سم.
- سطح الجلد يكون طبيعيًا تمامًا دون أي انتفاخ أو تغير في الملمس، فالاختلاف الوحيد هو اللون.
- تظهر عادةً في منطقة أسفل الظهر والأرداف، لكنها قد توجد في أماكن أخرى مثل الظهر أو الأطراف.
في معظم الحالات، تبدأ الوحمة الميلانينية الخلقية في التلاشي تدريجيًا خلال الطفولة المبكرة. أغلب الأطفال تختفي لديهم البقعة تمامًا قبل سن ٤ سنوات، لكن في بعض الحالات قد تستمر لفترة أطول، خاصة إذا كانت كبيرة أو موجودة في مناطق أخرى غير أسفل الظهر.
عند نسبة صغيرة من الأشخاص، يمكن أن تستمر الوحمة الميلانينية الخلقية حتى مرحلة البلوغ، لكنها تبقى غير ضارة ولا تؤثر على الصحة بأي شكل.
هل تحتاج الوحمة الميلانينية الخلقية إلى علاج؟
الوحمة الميلانينية الخلقية لا تحتاج إلى أي علاج لأنها غير مؤذية وتختفي من تلقاء نفسها. لكن في بعض الحالات التي تستمر فيها هذه التصبغات حتى سن البلوغ، قد يختار بعض الأشخاص استخدام:
- مستحضرات تجميلية لإخفاء اللون إذا كان يسبب لهم الإزعاج.
- علاج بالليزر إذا رغبوا في إزالته بشكل دائم، وهو إجراء تجميلي وليس طبي.
المقالة من اعداد:
رنيم الاحمدي، طبيبة امتياز.
المراجعة من قبل:
نايف الشهري، طبيب امتياز.
المصادر:
Dermnet
UpToDate