الصدفية مرض جلدي مزمن يصيب كثيراً من الناس وتتميز بظهور بقع حمراء يصاحبها قشور فضية اللون وذلك في مناطق خاصة من الجسم قد تكون محدودة مثل الكوعين والركبتين وفروة الرأس وقد تكون شاملة للجسم ككل .
والصدفية تصيب الرجال والنساء بنسب متساوية كما انه يمكن ان تحدث في اي سن واي عمر وسميت الصدفية بهذا الاسم لأن قشورها تكون لامعة لون الصدف
لماذا تحدث الصدفية:
لا أحد يعرف بالضبط لماذا يصاب الإنسان بالمرض وكل ما هو معروف هو أن الطبقة الخارجية للجلد يصاحبها نشاط زائد حيث تتجدد باستمرار وبمعدل أكثر من الطبيعي مما يؤدي الى تراكم القشور على سطح الجلد. وتلعب الوراثة دوراً في حدوث الصدفية وذلك بنسبة 20-30% من الحالات وقد تزيد الى اكثر من 60% في حال كون الوالدين مصابين كما أن العوامل النفسية تساعد على إثارة المرض وظهوره.
هل هي مرض معد؟
ليست الصدفية مرضاً معدياً كما يتوهم كثير من الناس خاصة مع وجود القشور على الجلد ولا يؤدي لمس القشور واستخدام الحاجيات الشخصية إلى انتقال المرض من الشخص المصاب إلى الشخص السليم ولا يمنع وجود الصدفية من الاشتراك في المسابح العامة وغيرها.
اشكال الصدفية
1- الشكل اللويحي ويقصد به ظهور بقع الصدفية والتي تكون على شكل بقع حمراء اللون وواضحة المعالم مغطاة بقشور خفيفه اللون وجافة وذلك على مناطق المرفقين والركبتين وكذلك فروة الرأس ومنابت الشعر، يرافقها أحيانا تغيرات في الاظافر
2- الشكل النقطي: ويحدث عادة لدى الاطفال ويعقب عادة التهاب اللوزتين بأسبوعين وفيه تظهر بقع صغيرة مدورة أو بيضاوية على الجذع، الفروة والوجه.
3- الصدف المقلوب: ويصيب الطيات الجلدية خاصة الفخذين والابطين وتحت الثديين ولا يصاحب هذا النوع قشور.
4- الصدف البثري: ويظهر على شكل بثور لا تحتوي على جراثيم على قاعدة حمراء وهو إما أن يكون صدفاً بثرياً موضعياً يصيب راحة اليد أو اخمص القدمين واما ان يكون صدفاً بثرياً عاماً يشمل الجسم كاملاً ويحتاج المريض الى التنويم بالمستشفى لخطورة الحالة.
5- الصدف الا حمري: وهي حالة نادرة وخطيرة يتغطى الجسم بالكامل باللون الاحمر والقشور ويحتاج المريض إلى التنويم والعلاج المركز
عوامل إثارة الصدفية
1- العامل النفسي: حيث تتفاقم الصدفية وتزيد في حالة الاضطرابات النفسية والعاطفية وفي حالة الحزن أو الخوف الشديد وقبل أو اثناء الامتحانات وغيرها.
2- الحروق والكدمات احيانا يعقبها ظهور صدف في اماكن الإصابة.
3- الحمل: قد يصاحب الحمل تفاقم لنوع خاص من الصدف البثري وفي حالة حدوثه تحتاج المريضة إلى التنويم والعلاج المركز.
4- الأدوية: قد يرتبط إثارة الصدفية بتناول أودية معينة منها الليثيوم، مضادات الملاريا، مسكنات الألم غير السيتروديه، حاصرات بيتا وكذلك الكورتيزون الفمي أو الوريدي.
5- الا لتهابات البكتريه: خاصة عن طريق المكوارت العنقودية قد تثير الصدفية خاصة النوع النقطي.
6- العوامل المناخية: قد تسوء الصدفية عند التعرض لأشعة الشمس الحارقة على الرغم أن اشعة الشمس مفيدة لمرضى الصدفية في معظم الأحوال، ولكن في حالات قليلة فإن زيادة التعرض تأتي بنتائج عكسية.
الصدفية والتهاب المفاصل
قد يصاحب الصدفية التهاب للمفاصل وذلك عند 5% من المرضى وتتراوح مظاهر الالتهاب من التهاب مفاصل اطراف الاصابع الى التهاب مفاصل مشابهة للروماتيزم.
التشخيص والعلاج
غالباً ما يكون التشخيص سهلاً لتميز المرض، وفي حالة الشك يتم اللجوء الى الخزعة الجلدية
أما العلاج فيشمل الآتي:
1- التثقيف الصحي وشرح المرض كاملاً للمريض مع بيان أنه مزمن وغيرمعد وارتباطه بالعوامل النفسية، كما تقدم له النصائح في طريقة التعامل مع الصدفية وانه يجب الصبر والمثابرة على العلاج والتأقلم مع مراحل الانتكاس في حالة حدوثها، كما يجب دعم المريض في حالة تاثر العمل بوجود المرض ومخاطبة الآخرين لتبيان حقيقة الصدفية.
2- الأدوية الموضعية وتشمل:
– مركبات القطران.
– مركبات الكورتيزون الموضعية.
– مركبات الأنثرالين
– مستحضرات فيتامين د
3- الأشعة فوق البنفسجية سواء اشعة البوفا أو اشعة النار وباند والتي تعتبر علاجاً مثالياً للصدفية
4- الأدوية الداخلية وتشمل الريتنويد، الميثوتر يكسات، السيكلوسبورين وغيرها. بالإضافة إلى العلاج البيولوجي.
وجميع هذه الأدوية يختار الطبيب منها ما يناسب حالة المريض وعمره ودرجة الحالة كما يراعي الطبيب الاعراض الجانبية لكل دواء ويختار منها ما يناسب كل حالة على حده.
د/ عبدالله صالح المسعود
استشاري طب وجراحة الجلد والليزر
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!