الليزر …العلاج الفعال والمتطور للوحمات والشامات
الوحمات والشامات عبارة عن تغيرات وظواهر جلدية يتم ملاحظتها عند الولادة أو في المراحل الأولى والمبكرة من العمر. وتظهر هذه الوحمات بأشكال وألوان مختلفة ولا تقتصر على لون واحد. وكان العلاج الغالب لهذه الظواهر والمتغيرات الجلدية مقصورا على التدخل الجراحي والذي كان مصحوبا بنتائج غير مرضية في أكثر الأحيان. غير أن ثورة العلاج بالليزر فرضت نفسها كعلاج لهذه الوحمات والشامات واصبح الليزر علاجا اساسيا للبعض منها وأحد العلاجات الهامة للبعض الآخر. ولعل المجال هنا لا يتسع لمناقشة واستعراض جميع الوحمات وسيتطرق الحديث للبعض منها.
1- الوحمات الدموية الوعائية:
وتعرف هذه الوحمات بالـ HEMANGIOMA وتعد الأكثر شيوعا لدى الاطفال وقد تظهر في أي مكان من الجلد وباحجام مختلفة. وتنقسم إلى ثلاثة انواع: السطحية والعميقة والمركبة. وتظهر هذه الوحمات في سن مبكرة وتتميز بزيادة مضطردة في الحجم خلال السنة الأولى يتبعها مرحلة استقرار فتناقص تدريجي حيث تمر مرحلة الانحسار ببطء وتحتاج إلى عدة سنوات من المتابعة. وبشكل عام يتم علاج هذا النوع من الوحمات عن طريق الكورتيزون الفموي أو حقن الكورتيزون أو عن طريق الليزر بالاضافة إلى علاجات أخرى تتحدد بحسب الحالة وشدتها. ويتمثل دور الليزر في علاج النوع السطحي ذي اللون الأحمر عن طربق الليزر الوميضي أو ما يعرف بالـ PULSED DYE LASER من خلال جلسات متعددة ومتكررة. أما في حال النوع المركب فيمكن استخدام الليزر كعلاج اضافي لعلاج الكورتيزون. ويمكن استخدام هذا النوع من الليزر لجميع الأعمار بما فيهم الاطفال حديثي الولادة. كما يستخدم الليزر الوميضي في علاج التقرحات والتي قد تنشأ مع هذه الوحمات الدموية. ويضاف أن الليزر الوعائي ذي الموجة والومضة الطويلة يمكن استخدامه للوحمات االدموية العميقة DEEP HEMANGIOMA ولكن يحتاج هذا النوع من الليزر خبرة وفهم لآلية عمله ودراية بالمعايير اللازمة لتحقيق اهدافه.
2- الوحمات الوعائية الشعيرية
والتي يطلق عليها CAPILLARY MALFORMATIONS أو PORT WINE STAIN وتسمى ايضا بالوحمات الملتهبةNEVUS FLAMMEUS . وتتميز هذه الوحمات بوجودها وملاحظتها منذ الولادة وتظهر على شكل منطقة تغير احمراري دون أي بروز على سطح الجلد. وتتفاوت درجات الاحمرار من شخص لآخر. وبخلاف الوحمات الدموية الوعائية لاتتطور أو تكبر هذه الوحمات في السنة الأولى من العمر. كما تتطلب بعض انواع هذه الوحمات والتي تصيب منطقة الرأس فحصا وتقييما طبيا للتأكد من سلامة العين والدماغ. كما تعتبر منطقة الرأس والرقبة الأكثر تأثرا بهذه الوحمات.
وقبل اكتشاف ومعرفة الليزر لم يكن لهذه الوحمات علاجا فعالا وآمنا ويعتبر العلاج بالليزر العلاج الأمثل للوحمات الملتهبة ويعد العلاج بالليزر الوميضي الأول بين علاجات الليزر. وعادة يتم الحاجة لعدد متكرر من جلسات الليزر حتى تتحقق النتائج المرجوة. ويعتبر الليزر للمصابين بهذه الوحمات بمثابة طوق نجاة يتم عن طريقه علاج مشكلتهم بيسر وآمان. وتعد نتائج العلاج بالليزر مرضية ورائعة في احيان متعددة. وبشكل عام يمكن وصف نتائج العلاج بالليزر الوميضي باختفاء وتلاشي هذه الوحمات بشكل كامل أو شبه كامل لدى 10-15% ممن يتلقون هذا العلاج وبتحسن يفوق 50% ويصل إلى 80% لدى معظم هذه الحالات. ويتبقى 10% من الحالات لاتستجيب ويطلق عليها بالحالات الممانعة. ويمكن استخدام انواع أخرى من الليزر لعلاج الحالات الممانعة مثل الـ KTP والليزر ذي الموجة الطويلة من فصيلة الـ Q:SWITCH . كما ظهرت نتائج مرضية لعلاج الوحمات الممانعة بالعلاج بالضوء. واجمالا يمكن القول بأن التطور الكبير في الليزر جعل من علاج الوحمات الملتهبة أمرا ممكنا وفاعلا وآمنا في الوقت نفسه. كما أن الخيارات المتاحة للعلاج بالليزر فتحت آفاقا كبيرة لعلاج الحالات الممانعة منها.
يتبع…
الدكتور/ سامي بن ناصر السويدان
استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الليزر
استاذ طب الأمراض الجلدية المشارك
كلية الطب – بجامعة الملك سعود
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!